CONFESSIONS
اعتــرافـاتــي ...وذكرياتـــي...
انا فقط اعرف مشاعري وأسرار قلبي، وأدرك كم اختلف عن كل من أراه حولي من الناس.
ليس هناك مثيل لي على قيد الحياة، وهذا لا يعني انني افضل بالضرورة، بل انني من نوع آخر فحسب.
سيكتشف الزائربعد الإبحار في هذه الصفحات هل أخطأت الطبيعة في خلقي، ام صنعت الأفضل.
هذا ما فكرت به وفعلته . سوف لن انس ذكر الطالح من أفعالي، ولن أضف من الخير ما لم يكن موجودا بالفعل. أؤكد الان ان الإضافات النادرة الموجودة إنما كانت لتعويض تفاصيل لم أجدها في ذاكرتي، وبانني ما ذكرت ابدا ما عرفت بعدم صدقه. عرضت نفسي كما كنت: حقيراً استحق الاحتقار او عظيماً سامياً في فكري، حسب ما كنت عليه في كل مرحلة من حياتي. كشفت نفسي كما رأتها عيناك يا خالقي العظيم. أجمع حولي الان كل اخوتي، وأدعهم يسمعون اعترافي ويندبون لفشلي ومساوئي أو يفتخرون بانجازاتي... ثم أدع أي واحد منهم يكشف بذات الصدق أسرار قلبه ثم يقول لو كان يجرؤ: "كنت افضل من هذا الرجل."
تعلمت ما هو اكثر من القراءة... وفهم ما اطلع عليه...، لأنني كذلك عرفت اكثر من غيري طبيعة الرغبات والعواطف البشرية... ولكنني أحسست بالمعاناة التي تتضمنها... هذه العواطف الغامضة التي أحسست بها واحدة تلو الأخرى لم تسيطر على قدراتي الفكرية فحسب، ولكنها ساهمت في صياغة نمط معين من التفكير الذي عانيت منه...، بحيث رأيت العالم بصورة رومانسية حالمة وغيرها...
ما كان لي ان اعرف الشر، حين لم أر أمامي سوى أمثلة الخير وافضل الناس...
قضيت جل حياتي وأنا أتوق لحب متبادل....، بدون أن انبس بأي حرف يدل على عواطفي لمن عشقتهم. مع أنني عانيت الأمرين من الخجل الشديد الذي منعني من البوح بمشاعري، فقد كنت دائما أضع نفسي والحبيب في مواقف تدل على مشاعري....وكلما ازداد خيالي التهابا اشتد تمسكي بالعفة......
لهذا السبب لم امتلك من عشقت في الواقع، وان كان لي كل لذات الجسد في الخيال...
أنا اذا رجل مزدوج الشخصية: في لحظة أكون عاطفيا مجنونا متهورا لا اعرف الحذر والخوف او حتى الحشمة، لا يمنعني من الوقاحة والعنف سوى خوفي على من احب. ولكنني في لحظة أخرى أصير كسولا أعاني من الخجل الشديد الذي يمنعني حتى من الحركة: مجرد كلمة لابد من قولها، او حركة لابد من فعلها، تقض مضجعي. الخوف والخجل يسيطران علي لدرجة أنني أتمنى الهروب من نظرات البشرية جمعاء...، وهذا لدرجة أنني لو اضطررت للفعل، فلن اعرف التصرف القويم من شدة الاضطراب. ساعة العاطفة، تأتى لي الكلمات الصحيحة، ولكنني في الحوار العادي لا أجدها، واعاني الأمرين لمجرد ان تبادل الكلمات ضرورة حياتية.
احب الطعام والشراب...، ولكنني لا أطيق قيود المجتمع
أريد اللذة التي تكون فقط للإنسان الذي يعرف كيف يستمتع بها، لا لكل من امتلك القدرة على شرائها...
اعشق الحرية وابغض القيود والصعاب والاعتماد على الغير. طالما تبقى النقود في محفظتي، ستضمن لي الاستقلال وتخلصني من الحاجة للبحث عن وسائل لتعويض ما فقدت وهي ضرورة ابغضها. وهكذا يجعلني الخوف من الفاقة بخيلا. يمكن ان يكون المال وسيلة للتحرر، ولكن في حالة استسلام المرء للجشع والسعي وراء المزيد، يصير وسيلة للاستعباد. ولذلك أتمسك بما لدي و لا اطلب المزيد....
...تعلمت درسا أخلاقياً هاما، قد يكون الوحيد الذي يملك أي قيمة عملية، وهو ان أتجنب تلك المواقف الني تجبرني على الاختيار بين مسئوليتي ورغبتي، بحيث يكون مكسبي على حساب خسارة الآخرين وإلحاق الأضرار بهم. بغض النظر عن مدى التزام الفرد الذي يصل لهذا الموقع بالفضيلة مبدئيا، ستراه يضعف شيئا فشيئاً بدون ان يشعر بهذا الضعف، ويصير ظالما شريرا بفعله، بدون ان يكف عن تصور انه ما زال عادلا في قلبه.
تجنبت دائما الموقع الذي سيتيح لي حرية الاختيار بين مصلحتي ومصالح الآخرين لانه قد يخلق في قلبي الرغبة السرية لإلحاق الضرر بهم.......
أنا بشــر وإنســان ولي شوق وأفراح وأحزان وإحساس يميزني ولي عقلووجـدانولي فكر ولي رأي ومعتقد وإيمان ولي طفل أداعبه ولي صحب وخــلان أنا حب،أنا عطف، أنا قلب وأجفــان أنا سلم، أنا حلم، أنا علم وعــرفان أنا بذل بلا من، أنا صدر وأحضان فخوف الثوف يا صاح كما فكرت إنســـان
لقــد قضيت بعض من العمر ترحــــالا وكم عاشـــــــــرت من ريف وكم جبت أدغالا شرابي كان من واد وما قد خفت إسهالا وإنّ الدّرب يعرفني، أنا من سرت أميالا
وريح الثلج تصفعني وكان الدّرب أوحالا فكم قد ذقت جرّاك معاناة وأهوالا حياتي كلّها تعب تفاصيلا وإجمالا
لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ.
الدُّجـى داجٍ وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ! والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ:"أنتَ هالِكْ أنتَ هالِكْ".
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ
(مازالت الإعترافات والذكريات متواصلة...)